أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم الفلك والفضاء > سؤال/ جواب
تخطي مشكلة التجريد في علم الفلك
٠٣/١١/٢٠٠٠
تاريخ
 
سؤال من
 

 صباح الخير، *عندما نتحدث عن مشكلة التجريد في علم الفلك: ما هي طبيعة المشكلة؟ كيف يمكن للغة والرسم البياني  والرسم والماكيت والتمثيل بالنماذج... أن تسمح بتخطي هذه المشكلة؟ *كيف نفسر اهتمام التلاميذ بعلم الفلك؟ وما هي مكانة الاهتمام والحماس في العملية التربوية؟

 

 
 
٠٧/١١/٢٠٠٠
تاريخ
 
إجابة من
 

صباح الخير. فيما يختص بالمشاكل المتعلقة بالتجريد: تكمن الظاهرة الأساسية في أننا ندخل في محاولة تمثيل النظام الذي يضمنا عند ملاحظة الظواهر؛ وسوف أتناول على سبيل المثال نظام الأرض والشمس. فالنموذج الذي يجري إعداده يجب أن يعكس ما نلاحظه... غير أن هناك أكثر من نموذج واحد ممكن: فالحركة النسبية اليومية الواضحة للأرض والشمس التي نراها من الأرض يمكن أيضاً تمثيلها على مستوى التلاميذ عن طريق دوران الأرض حول نفسها أو دوران الشمس حول الأرض. وليس هناك تجربة تسمح بالبت في الأمر على الأقل في نطاق الفصل: لذا يجب الاستعانة بالمستندات العلمية القاطعة... ولنتذكر أنه منذ ٦٠٠ عام لم تكن المستندات العلمية قادرة على البت في الأمر كما هي الحال حالياً!!! وحتى نتمكن من فهم النماذج المتاحة، يجب تمثيلها وتشكيلها على هيئة ماكيت: وهنا تظهر عقبة أخرى حيث أن هذه المراحل تفترض قدرة التلميذ على أن ينأى بنفسه عن مركز الفكرة. في الحقيقة، يجب أن نمر بمرحلة الملاحظة الفعلية التي نقوم بها... ولكن ملاحظة من الأرض، لنصل إلى ملاحظة بالتصور كما يمكن القيام بها... إذا كنا في الفضاء. ومن الصعب أن يجتاز التلاميذ هذه الخطوة. ولمساعدة التلاميذ على "تغيير وجهة نظرهم"، والخروج من مرحلة الرؤية "النسبية" (عند ملاحظة حقيقته) إلى رؤية "موضوعية" (عندما يتخيل نفسه في الفضاء لملاحظة مجموعة الأرض والشمس)، ويجب اقتراح نشاطات تكميلية تعتمد في البداية على الملاحظة الفعلية المنطقية التي يعيشها التلاميذ، وكذلك إدراك نسبية الحركات بما يراه و يحسه بجسده وذلك للوصول إلى مرحلة تشكيل الأشياء التي تمثل الحقيقة مما يسمح بالتالي بالخروج منها (دور العمل على الماكيت: كرات من البوليستيرين ومصادر ضوئية). ولا يتدخل الرسم البياني إلا بعد كل تلك المراحل كعنصر لتثبيت المعرفة.  حول اهتمام التلاميذ بعلم الفلك وعن أهمية التحفيز بوجه عام، حيث يعد تحفيز التلاميذ كعنصر يهيئ لهم التعلم حيث يسمح بتوسيع مداركهم وتوضيح الهدف لهم. فيشعر التلميذ بأنه جزء من الأحداث ويربط نفسه بالمشكلات والظروف المقترحة من قبل المعلم. وتتمثل مهمة المعلم في البدء بخلق مواقف مبدئية تسمح للتلميذ بربط نفسه بالمشكلة المطروحة وبالتالي استثمار المعلومات اللازمة لحلها. كما يعتبر الاهتمام بعلم الفلك عنصراً من عناصر تحفيز التلاميذ لتناول هذا الجزء من المنهج... وتتجلى قدرة المعلم في عدم إحباط التلاميذ الذين ينتظرون هذا الموضوع والإبقاء على اهتمامهم طوال الوقت. أما عن أصل اهتمام التلاميذ بهذا الموضوع، فأعتقد أنه من الممكن تفسير ذلك في سياق رغبتهم في اكتشاف العالم المحيط بهم، فتبدو الظواهر الفلكية من العناصر القوية في هذا الشأن لذا نجد العديد من الأساطير من مختلف الحضارات لمحاولة تفسير ما لم يمكن الوصول إليه من معلومات ملموسة. كما يشغل الفضاء الخارجي مكانة مهمة في البيئة المرئية والمسموعة (مواقف حقيقية أو خيالية) ويهتم التلاميذ كثيراً بهذا المجال الذي لا يزال يكتنفه الغموض والسحر. هل هذا واضح بالقدر الكافي؟ مع تحياتي.

 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤